متى تنعدم القدرة على التساامح؟؟؟

هل تستطيع ان تسامح الغدر او

الخيانة أو الكذب او الخداع او الإهانة ؟؟
وإلى اي درجة يمكن للإنسان ان يتقبل الطعنات من الآخرين
وماهي الحدود التي تقضي على قدرته على الغفران والمسامحه ؟؟
وهل هناك حد فاصل تنعدم بعده هذه القدرة
أم ان الامر نسبي يختلف باختلاف كل شخص
والظروف الاجتماعية والثقافية التي ترعرع في ظلها
والتي ساهمت في تكوين شخصيته وبلورة أفكاره ونظرته إلى الحياة ؟؟
لا شك في ان المسامحة هي من القيم التي دعت إليها الديانات السماوية
التي طالبت الإنسان دوماص بالعفو عند المقدرة
ومقابلة الإساءه بالحسنة لتنمي حس الخير وتعزز ميل الإنسان إلى قيم العدل والإنصاف
ولكن المشاعر الإنسانية تحد في كثير من الاحيان من قدرة البشر على مسامحة من اساء إليهم
لاسيما إذا تسببت الإساءه في أذى حقيقي
سواء كان مادياً أو معنوياً
فكيف يتقبل الناس الإساءه
وماهي الخطوط الحمراء التي يقف عليها كل إنسان ليقول (لن أسامح) ؟؟

ونظراً لأهمية الموضوع في حياة الإنسان كان لابد من الوقوف على رأي علم الاجتماع
وقد تحدثت الأخصائية الاجتماعية رلى مالك
عن كيفية تأقلم كل شخص مع الإساءه وطريقة الوصول إلى الغفران أو على الأقل النسيان
فقالت:
من السهل جداً جرح مشاعر الآخرين ومن الصعب جداً مداواتها
لأن الإنسان عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس
وهو يتأثر بالإهانة والتعدي على حقوقه
لاسيما إذا جاءت الإساءة من أشخاص مقربين منه
ونلاحظ أن الإنسان يتعرض للكثير من المواقف في حياته
فعندما يقوم البعض غير متعمدين بجرح مشاعر الآخرين على سبيل المثال
يسهل على الشخص الذي طالته الأذيه أن ينساها ويفكر في الموضوع بطريقه إيجابيه
أي أن يتغاضى عن جرحه ويتعالى عليه
ولكن الصورة تتغير إذا كانت الإساءه متعمده وإذا مست بكرامة الشخص وكبريائه
فحينها سيصعب عليه أن يسامح وسيعمد إلى قطع علاقته بالطرف الآخر
بل قد يحمل في قلبه الحقد والرغبة في الانتقام .

وتؤكد مالك أن طريقة التعاطي مع الإهانة تختلف من شخص لآخر بحسب :
طريقة عيشه وتفكيره وتعامله مع محيطه
فما قد يعتبره البعض أذيه لايمكن مسامحة مرتكبها
قد يشكل خطأ عادياً ومقبولاً لدى البعض الآخر
كما أن الكثير من الناس يعتمدون طريقة عكسية في التعامل مع من أساء إليهم
أي انهم يغفرون لهم ولايدعون الحقديعمي طريقهم بل ينسون ويبدأون من جديد

وعن الطرق التي يستطيع الإنسان من خلالها مسامحة من أساء إليه
تقول رلى مالك :
النسيان هو الدواء الأول
فضلا عن مرور الوقت لأن الجراح في بدايتها تكون مؤلمه وقاسية
إلا أن الوقت كفيل بتلطيف آثارها
كما يمكن اعتماد أسلوب المواجهة ومعاتبة من أخطأ بحقنا
ولكني أعو وأؤكد أن لكل إنسان طريقته الخاصه في التعامل مع الإساءه
ويبقى ان نذكر عاملا مهما جداً يساعد الإنسان على المسامحة
ويتمثل بالديانات السماوية
التي دعت إلى الغفران والعفو وعدم الجنوح نحو العنف
والتطرف في حل الخلافات مهما كانت درجة إسائتهم
علماً بأن الغفران قد لدى الإنسان الشعور بالسلام الداخلي والراحة النفسية
والتفوق على من أساء إليه
.
.

لذا بالنسبة لك ماهي الخطوط الحمراء التي تقف عليها
لتقول
( لن أسامح )